كيف أنقذ سانشيز إسبانيا من مخالب اليمين و ماذا ينتظره ؟
المهاجر
سفيان المرزوقي: إسبانيا
انتهى تنصيب بيدرو سانشيز أمس بموجب الشروط التي تم التوقيع عليها في بروكسل حيث أيد النواب السبعة التابعون لحزب جونتس بير كاتالونيا المرشح الذي حصل على أغلبية 179 صوتًا، بما في ذلك صوت تحالف الكناري، الذي يبحث عن موطئ قدم لمصالحه و ذلك ما جعله يميل نحو ما يسمى الكتلة المتعددة القوميات.
وهكذا تبدأ هيئة تشريعية مثيرة للانقسام تؤدي إلى توتر سياسي غير مسبوق. ومع ذلك، وبسبب الإحباط المشروع الذي ينتشر اليوم بين الملايين من المواطنين الذين كانو ينتظرون حكومة يمينية بتحالف بين الحزب الشعبي و حزب فوكس على وجه التحديد.
إسبانيا دولة قوية، وسكانها أقل مواجهة مما يدعي اليمين المتطرف الذي روج لأخبار زائفة حاول من خلالها خلق الخوف و الهلع في صفوف المواطنين ، لكن الشعب الإسباني أبان أنه أذكى بكثير من أن يتم التلاعب بمشاعره ، و عبر عن رأيه أمام صناديق الإقتراع يوم 23 يوليوز الماضي و لو لم يكن كذلك لما تكبد الحزب سالف الذكر خسارة 19 مقعد ، ما جعله يرقص رقصة الديك المدبوح في المشهد السياسي الإسباني .
وقد بذل الرئيس بيدرو سانشيز جهدًا كبيرا لوضع إسبانيا على مفترق طرق عالمي بين الدول التي تدعم اليمين المتطرف وتلك التي تقاوم صعوده.
لقد كان واضحا ذكاؤه منذ إستدعائه إنتخابات قبل أوانها ، حيث إستطاع أن يجنب الإسبان ما لا يحمد عقباه .
لكن رغم كل ذلك يبقى أمام اليسار الإسباني عقبات كثيرة و مهمة صعبة في هذه الولاية الثانية على التوالي .
و يتمتع الحزب الشعبي بأقوى معارضة في التاريخ الديمقراطي. وعلى الرغم من أنهم أقلية قوية في الكونجرس، إلا أنهم يسيطرون على مجلس الشيوخ و11 منطقة ذاتية الحكم. وهم يعرفون هذه الأيام كيفية إعطاء صوت للمظاهرات المدنية ضد الحكومة، وينأون بأنفسهم عن الشعارات المناهضة للديمقراطية والتحريض في الشوارع الذي يشجعه حزب فوكس. ويبقى مجال الاعتدال الدستوري واسع: ومهمة فيخو هي إغوائه.
إذا نجح الحزب الشعبي في تجاوز دور المعارضة الصارمة فحسب.
و إستطاع أن يقدم بديلاً حقيقيًا، ومشروعًا واضحًا وقابلاً للتطبيق يمثل الأغلبية الاجتماعية ، و إبتعد عن الأفكار المتطرفة التي يتبناها حزب فوكس و التي تقلق الإسبان ، يمكنه العودة للمشهد السياسي ، خصوصا إذا إستطاع تطبيق ذلك في المجتمعات المستقلة التي يحضى بالحكم في أغلبيتها .
المهاجر : متابعة من إسبانيا
هنيئا لليسار الاسباني و اتمنى الازدهار لاسبانيا في السنوات المقبلة
و شكرا لك استاذ سفيان