الدينار الذهبي الذي سكّ في قرطبة الإسلامية بداية القرن الثامن كما صورته الشرطة الإسبانية (الصحافة الإسبانية)

الشرطة الإسبانية تتحفظ على دينار ذهبي عربي …
بعد عرضه للبيع على الإنترنت..

المهاجر SM
عن جريدة البايس

اعتقلت الشرطة الإسبانية سارقا مزعوما للكنوز في بلدية كالبي بمقاطعة أليكانتي لحيازته عملة ذهبية إسلامية كانت من أولى إصدارات العملة بعد الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية.

وقال الكاتب رافا بورغوس في تقرير نشرته صحيفة “إلباييس” (Elpais) الإسبانية، إن الدينار الذهبي المنهوب كان محفوظا في حقيبة مبطنة إلى جانب قطع أثرية أخرى. وقد تم سك الدينار الذهبي في قرطبة بداية القرن الثامن، وهي عملة ذات قيمة عالية لا يوجد منها سوى 24 نسخة أخرى.

حاول أحد سكان بلدية كالبي بيع الدينار الذهبي عبر منصة “ولابوب” لشراء وبيع السلع المستعملة، وقد تبيّن أن هذا الشخص قد نهب موقعا تاريخيا. وقد ألقت الشرطة القبض على المتهم، وأحالت قضيته إلى المحكمة بتهمة نهب التراث التاريخي. وأشارت الشرطة إلى أن سعر بيع هذه العملة الذهبية لم يتم تسجيله في منصة “ولابوب”، وقد تم عرضها أيضًا في منتدى آخر.

تعقب الدينار الأثري

بدأ التحقيق بتعقب روتيني يجريه بشكل دوري مركز لواء مدريد للتراث التاريخي. وحسب ما أكدته مصادر مطلعة على حيثيات التحقيق، تم الإعلان عن الدينار الذهبي في منصة “ولابوب”. وحسب مصادر الشرطة الوطنية، فإن الصورة المرفقة للعملة المعروضة للبيع كانت تظهر أن العملة عليها “بقايا أتربة متناثرة على سطحها”، وجعلهم ذلك يستنتجون أنه عثر عليها “من عمليات نهب أجريت حديثا”.
قادت التحقيقات الشرطة إلى منزل الشخص الذي وضع إعلان بيع الدينار الذهبي في برشلونة. وبعد أخذ إفادته، تبيّن أن القطعة التاريخية القيّمة تعود لأحد معارفه الذي يعيش في بلدة كالبي، وهي منطقة سياحية بارزة في شمال مقاطعة أليكانتي. وقد تم إرسال مذكرة لاعتقاله.
بمجرد العثور على منزل السارق المزعوم، انتظر أعوان الشرطة قدومه. وعندما ظهر المشتبه فيه، وهو رجل يبلغ من العمر 46 عامًا، تحوّل الأعوان إلى منزله واعتقلوه يوم 13 أبريل/نيسان الماضي.

آثار تاريخية

خلال عملية تفتيش منزله، وجد رجال الشرطة 3 أجهزة لكشف المعادن استخدمت -حسب مصادر مطلعة على التحقيق- في البحث عن مواد ثمينة في مواقع تاريخية مختلفة في البلاد.
وقد عثرت الشرطة أيضًا على الحقيبة التي احتفظ فيها بالعملة التي عثرت عليها الشرطة إلى جانب أغراض أخرى تمت مصادرتها أيضًا. ووفقا للقائمة التي قدمتها الشرطة الوطنية، فقد عُثر على “عملتين فضيتين وخاتم/ختم ذهبي من أصل إسلامي وعملة من زمن الإمبراطور الروماني تراجان، ما بين القرنين الأول والثاني الميلادي”.
صرحت الشرطة بأن الدينار الذهبي كان الأكثر قيمة بين القطع المصادرة، وأن خبيرا متخصصا في العملات الإسلامية قد أكد أنه “دينار ثنائي اللغة (عربي ولاتيني) تم سكه في قرطبة”.
وأضافت مصادر الشرطة أن الدينار يعود تاريخه إلى ما بين 716 و717 ميلادي، وهو يتوافق مع أحد الإصدارات الأولى للعملة بعد الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية، عندما كانت لا تزال إمارة ولم تكن قرطبة قد تأسست بعد كعاصمة للخلافة. وحسب الشرطة، كان سك النقود في ذلك الوقت نادرا جدا، مما يعني أن أي قطعة منها تكون ذات “قيمة مالية عالية”.

حوار عربي إسباني

وبخلاف القطع المعمارية المذهلة من فنون المعمار الأندلسي مثل قصور قرطبة والحمراء والقصبات الأندلسية، ترك العرب مقتنيات عديدة منها عملات وأعمدة وتيجان أعمدة وقباب وأسوار ونقوش وتماثيل ولوحات ظلت مصدر إشعاع فني في إسبانيا حتى بعد رحيلهم عن شبه الجزيرة.
وفي حلقة هذا الأسبوع من برنامج “خارج النص”، رصد برنامج قناة الجزيرة كتاب المؤرخ الإسباني إيميلو غونزاليس فيرين “عندما كنا عربا”، الذي عمل من خلاله على استعادة محور كامل من التاريخ الإسباني، والتعامل مع الإسلام على محمل الجد وفهمه في إطاره الصحيح.
وجاء في المقدمة أن كتابه “لا يسعى لإثارة اللغط، بل لحث العقل على التأمل والتفكير. ولهذا، لن أتابع اللعبة المملة لمعرفة من أكثر النقاد تكشيرا عن أنيابه، ومن أولئك الكتاب الذين يتركون هوامش أطول من المتن للإشارة إلى كثرة مصادرهم”.
وقال الكاتب والمترجم جعفر العلوني إن فيرين في نظرته إلى الإسلام ينظر إلى أصول الإسلام الثقافي، بمعنى النص القرآني، ويدرسه في الإطار الزمني والتاريخي الذي نزل فيه، ثم بعد ذلك يدرس القرآن وطريقة تفسيره في العصور الوسطى في الأندلس.
واعتبر أن هذا الكتاب بيّن أن نظرة فيرين تجاوزت العصور الوسطى، حيث نظر للإسلام نظرة معاصرة في إطار الصورة التي ينظر بها الغرب إلى الإسلام في الوقت الحالي.
وأضاف أن فيرين يعتبر أن العرب لم يغزوا الأندلس بالسيف والدماء، بل دخلوا إلى منطقة كانت في حالة صراع وتحولات، وتمكنوا من الاستقرار في شبه الجزيرة الأيبيرية، وتمكنوا على مدى 8 قرون من نشر حضارتهم وإبراز أفضل ما استطاع العرب تقديمه.
كما أن فيرين عارض في كتابه الرواية السائدة حول تاريخ الأندلس، منكرا بعض ما يعتبره المؤرخون من المسلمات والحقائق، ليفتح بذلك باب السجال.

المصدر : الباييس

هذا مقال منقول عن جريدة البايس

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل مانع الإعلانات AdBlock حتى تستطيع تصفح الأخبار الحصرية على موقعنا المهاجر وشكرا على دعمكم لنا.