حكومة سانشيز في ورطة بسبب الإنفصاليون و اليسار القومي

المهاجرSM
سفيان المرزوقي
الأحد 30 مايو 2021 ، 12h.44
مرت ثلاث سنوات بعد سحب الثقة الذي قدمه سانشيز ضد الرئيس السابق ماريانو راخوي ، و الذي إستطاع من خلاله الوصول إلى القصر الرئاسي بأقلية في البرلمان ، و ذالك ما أجبره على إستدعاء إنتخابات قبل أوانها ، لأنه جلس مكتوف الأيدي و لم يستطع حتى ضمان الموافقة على مزانية الدولة ، و مع ذلك لم يستطع تحقيق رغبته مئة بالمئة لأنه لم يحصل على المقاعد الكافية لكي يتم تنصيبه كرئيس للحكومة .
و ذلك ما أجبره على إعادة الإنتخابات مرتين و بدون جدوى ، و لم يبقى أمامه إلا الإختيار بين تيارين ، الأول هو أن يتخلى عن مبادئ حزبه اليساري و يضع يده في يد اليمين المعتدل ، في إشارة إلى الحزب الشعبي( PP) أو حزب المواطنين (ciudadanos) لكنه كان على علم أن مناصري حزبه لن يرضو على هذا الخيار و ذلك ما سيضعفه في الساحة السياسية داخل إسبانيا ، و الإختيار الثاني كان هو اليسار المتطرف و الإنفصاليون في كاتالونيا , الذين كانت لهم شروط واضحة مقابل تمكين سانشيز من المونكلوا أولها هو إنشاء حكومة إئتلافية من حزبين ألا و هما بوديموس و الحزب العمالي الإشتراكية و أن يبقى زعيم بوديموس بابلو إيغليسياس نائب رئيس الحكومة لكي يحقق أهدافه اليسارية ، أما الإنفصاليون ، مثل حزب إيسكيرا ريبوبليكانا كان أهم شروطهم هو العفو عن زملائهم المعتقلون في كاتالونيا .
لم يبقى أمام بيدرو الكثير من الإختارات و فضل أن يمد يده لليساريين و الإنفصاليين على أن يظهر نفاقا سياسيا ، إذا خضع لمتطلبات اليمنيين .
صادفت بداية الحكومة أزمة صحية لم يشهدها العالم منذ 100 عام و بدأت المصاعب تواجه الرئيس ، أولها ميولات نائبه اليسارية والقومية و التي تتعارض مع الظرفية التي يعيشها البلد ، بين الأخد و العطاء هناك أمور إستطاع تحقيقها مثل الدخل الأدنى الحيوي للأسر أو الأفراد التي فقدت موارد عيشها ، أو الذرع الإجتماعي ، مثل منع الطرد من المنازل خلال حالة الإنذار أو إيقاف أقساط المنازل لمن تظرروا من الأزمة الصحية ، لكن سانشيز لم يستطع تحقيق كل طلباتهم خصوصا أن هناك معارضة قوية مثل الحزب الشعبي و حزب بوكس اليميني المتطرف ، الذين كانو يضغطون داخل البرلمان لدرجة أن حزب بوكس قدم ملف سحب الثقة ضد الحكومة الإتفلاية لكن دون جدوى.
بابلو إيغليسياس و تغريداته المثيرة للجدل .
يبدو أن زعيم اليسار المتطرف بابلو إيغليسياس لم يصل إلى رغبته في تحقيق كل ما كان يطمح له أو بالأحرى كل ما وعد به أنصاره ، و بدأيجد نفسه مكتوف الأيدي داخل القصر الرئاسي ، لم يبقى أمامه سوى تغريداته على تويتر و التي خلفت إنتقادات كثيرة للحكومة و أزمات دبلوماسية بين إسبانيا و المغرب ، حين طالب بإجراء إستفتاء على الأقاليم الجنوبية المغربية .
إنتقد أيضا رجال الأمن حين قاموا بإيقاف أفعال الشغب في كاتالونيا ، مما جعل نقاباتهم تتقدم ضده بدعوة في المحكمة ، حينها بدأ يتضح للشعب الإسباني أن لديه حكومة ضعيفة حينما يدين الرئيس التنفيذي أفعال الشغب و نائبه يرفظ ذلك .
إستقالة بابلو إيغليسياس .
الإختلاف بين الرئيس و نائبه أبدى واضحا ، و ذلك ما أضعف موقف الحكومة سياسيا ، و بدأ زعيم البنفسجيين يفكر في الرحيل ، لتأتي الإنتخابات المبكرة في مدريد يوم 4 مايو ، و يقرر الزعيم اليساري القومي إغليسياس الإنسحاب من الحكومة بحجة أن يترشح الإنتخابات الرئاسية في مجتمع مدريد المستقل ، فشل اليسار في مدريد ، وكان سببا مقنعا نوعا ما ليقدم بابلو إيغليسياس إستقالته .
بيدرو سانشيز مجبر على أن يفي بوعده.
مرت أزيد من سنتين على تمكين سانشيز من المونكلوا ، بوديموس وصلت لمبتغاها و هو المشاركة في الحكومة ، لم يتبقى سوى الإنفصاليون الكاتالانيون الذين يبدو أن أهم شروطهم كانت هي العفو عن سجناء العملية في كاتالونيا ،و فعلا يبدو أن بيدرو رجل ذو كلمة ، لم يتأخر عنهم مقدما طلب العفو في البرلمان هذه الأيام الذي سيحضى بالقبول من الأطراف اليسارية و الإنفصاليون ، مازاد للطين بلة هو أن هؤلاء الإنفصاليون الذين سيحضون بالعفو ينددون أنهم سيكررون ما قامو به سابقا ، و هذا ما أستنكره الشعب الإسباني المعارض للإنفصال و تقسيم إسبانيا ، و منهم الكثير ممن منح صوته سانشيز .
ويأتي ذلك تزامننا مع الأزمة الدبلوماسية التي شهدتها الحكومة الإسبانية مع نظيرتها المغربية ، و التي كان سببها إستقبال زعيم الإنفصاليين إبراهيم غالي في مستشفى سان بيدرو بلوغرونيو يوم 18 أبريل 2021 ببسبور مزور و هوية جزائرية مزورة ( محمد بن بطوش ) .
هذا حال السياسة والله يدير شي تاويل ديال الخير،حكومة سانشيز أظنها خسرت من بعد ما حصل مؤخرا من المشاكل السياسية.الله المستعان
شكرا أختي حنان على حضورك الدائم تحياتي الحارة
لطالما اسبانيا أرادت تقزيم ترابنا وتشتيت وضرب مصالح المغرب نراها الان هي من تتخبط فى مشاكلها الداخلية والخارجية اتمنى لها مزيدا من الانقسامات والفوضى الداخلية .
شكرا اخى .