إمارة المؤمنين و خطر المد الشيعي في شمال إفريقيا .

تكوين الأئمة و الإشراف المباشر على التكوين الديني للعديد من من الدول الأفريقية

المهاجر : يونس زهــــران

إن المتتبع لقضية الصحراء المغربية و تطوراتها في العقدين الأخيرين يخرج بخلاصة واحدة ، و هو أن المغرب حسم هذا الصراع المفتعل . هذا الصراع الذي افتعلته دولتين مغاربيتين و هما ليبيا و الجزائر ، الذي استمر لأكثر من أربعة عقود  من المعاكسات و المناوشات منهما لتقسيم المغرب و خلق دويلة جنوب الصحراء . لكن محاولتهما باءت بالفشل ، و ذلك لعدة أسباب نختصرها في الروابط التاريخية لهذه المنطقة و المناطق التي توجد تحتها ، كونها مناطق مغربية منذ قرونا خلت، و أن التاريخ يأبى هذا التقسيم ، لأن هناك روابط دينية أكثر منها جغرافية . و هو ما جعل المنتظم الدولي يقتنع بأن الصحراء أرضا مغربية منذ القدم و أن وجودها تحت سلطة المملكات المغربية حقيقة يجب على الجميع تقبلها و الرضوخ لها ، بما فيهم دولتا الفتنة (الجزائر و ليبيا ) .
لكن هناك أمر غاية في الأهمية يؤرق جميع الدول بما فيهم الصديقة التي لا تتوانى في الدفاع عن وحدة تراب المملكة في المحافل الدولية ،  إنها إمارة المؤمنين المتوغلة في عدة دول إفريقية بدء من الجزائر و تونس و ليبيا ، نزولا إلى موريطانيا و مالي و النيجر و تشاد و السنيغال و ساحل العاج و الغينيتين و بلدان أخرى . كل مسلمي هذه الدول تبايع ملك الغرب كأميرا للمؤمنين ، و لهذا فقد قلنا أن الروابط الدينية أمتن من الروابط الجغرافية .
الدول الغربية تعي جيدا هذا الأمر و تعتبره  مصدر خطر على مستعمراتها القديمة التي تدين بالمسيحية ، و أن أي توغل إسلامي في تلك الدول هو تهديد مباشر لمصالحها المرتبطة بالدين أساسا ، رغم الأقلية المسلمة في تلك الدول . إلا أن حتمية الارتباط بالدين أكثر منه ارتباطا بالأرض ،  ما يجعلها تبحث عمن يأكل الثوم بفمها .
و وجدت في النظام الإيراني الشيعي خير بديل ، مادامت الكنيسة لم تفلح في استقطاب مواطني الدول المغاربية للدين المسيحي ، لارتباطهم الوثيق بالدين الإسلامي من جهة و التفافهم حول إمارة المؤمنين التي تعتبر صمام أمان لهذه الدول .
و لهذا  فأغلب المحللين يرون في دخول النظام الإيراني الشيعي إلى كل من الجزائر و تونس عبر ريط علاقات دبلوماسية هو في الحقيقة محاولة لكبح توسع إمارة المؤمنين السنية المالكية .
و ما قضية الصحراء المغربية و المناوشات التي تحدثها الجزائر و تونس مؤخرا بإيعاز من فرنسا  المسيحية و إيران الشيعية إلا مقدمة لحرب طويلة الأمد ظاهرها القضية الصحراوية و باطنها استهداف إمارة المؤمنين .
و ليس غريبا اليوم أن نسمع من بعض المواطنين الموريتانيين الذين صرحوا أنهم يتمنون العودة إلى أحضان الوطن الأم و العيش تحت رايته . و هذه هي النقطة التي أفاضت الكأس و جعلت فرنسا تتحرك على وجه السرعة و إعطاء تعليمات لتونس بتأطير من الجزائر لبداية هجومات دبلوماسية على المغرب لتشتيت تركيزه و خلق له المزيد من القلاقل على الصعيد الإقليمي .
فهل يعي المسؤولون المغاربة أن هذه المناوشات و المعاكسات أبعد من قضية الصحراء التي تعتبر محسومة مادام المغرب يبسط سيطرته عليها و يشتثمر فيها و سكانها ينعمون بالعيش الكريم تحت رايته و يتمتعون بمواطنة كاملة و يشاركون في الاستحقاقات الانتخابية ، وأن أبعادها دينية محضة ؟؟؟؟

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل مانع الإعلانات AdBlock حتى تستطيع تصفح الأخبار الحصرية على موقعنا المهاجر وشكرا على دعمكم لنا.