عبرات مغتربة…

المهاجر
نادية النفاري: برشلونة إسبانيا

٨ مارس هذا التاريخ لم يختار عبثا كي يكون عيد المرأة و لا صدفة إنه بداية اخضرار الحدائق و ازدهار الحقول و الاشجار ، و بداية ذوبان ثلوج الجبال لتجري الأنهار بالمياه العذبة ، مع تساقط الندى ليعطي الورود حلة تبهج نفس و روح كل من رآها ، هذا هو مارس الذي في يومه الثامن يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة لأنها مثل الربيع في جمالها و مثل الأشجار في عطائها و ظلها و مثل عبير الزهور …. و كل شيئ جميل إلا و كانت وراءه امرأة عظيمة…
في اليوم العالمي للمرأة مني أرقى و ازكى السلام للمرأة / الام المسلمة في بلاد الغربة ، أم تركت وطنها و اهلها و دفنت أحلامها… غادرت إلى المجهول، فانصدم قارب حياتها بإحدى الدول الاوربية!!! لا الوطن وطنها و لا اللغة لغتها… لا أم تخفف ألمهاو لا اب يوقف نزيفها و لا أخت تضمد جرحها و لا اخ يسمع أنينها… و لا … و لا … و لا…
المرأة / الام في الغربة قاومت لتأسيس أسرتها لوحدها فكانت هي الزوجة و الام و الاخت و الصديقة و الخالة و العمة…
المرأة/ الام في الغربة ناضلت و تحملت قساوة الليالي الحزينة… ظلت واقفة على رؤوس اصابعها، احترقت لتنير عتمة بيتها، رسمت بدم نزيفها ابتسامة أطفالها ، نقشت بأظافرها على صخرة المجتمع الغربي اسمها و فرضت وجودها …
المرأة / الأم في الغربة صارعت ضد التيار لوحدها… حملت و وضعت و ربت الاجيال لوحدها … اشتغلت داخل البيت و خارج البيت لتعين زوجها على تسديد طلبات فلذات كبدها كي لا يقعوا في مستنقع الحرمان و ما ادراك ما الحرمان.
المرأة/ الأم في الغربة جاهدت على مر السنين لتلقن أبناءها تعاليم دينهم الحنيف و كيفية التشبث بهويتهم المغربية العربية الإسلامية.
صعب كثير… ضحكت و بكت ، مرضت و تعافت ، فرحت و حزنت … لكنها و لا مرة تركت واجباتها أمام أبناءها ، ابت ألا ترسو بسفينتها إلا في ميناء السلااااااام.
تحية من القلب لك أيتها المرأة، فأنت الأم و الطبيبة و الممرضة و العاملة في الشركة و المجتهدة في الحقل و المهندسة و برلمانية ذات رأي يخدم المهاجر، انت اساس البناء و محور التقدم … تحملتي الألم و التعب لتكوني متميزة و منفردة، متسلحة انت بعزيمة تهد الجبال .
يا أميرة و سيدة العالم كل عام و انت بخير
تحية من❤ نادية النفاري لكل نساء العالم.