زعيم البوليساريو يحذر من صدمة قادمة..ماذا يحدث في مفاوضات الصحراء؟

المهاجر
سفيان المرزوقي
قضية الصحراء المغربية
يبدو أن الأمور بدأت تحسم في مجلس الأمن لصالح المملكة المغربية. فرغم إقرار أغلب الأعضاء ذوي المقاعد الدائمة بمغربية الصحراء، إلا أن الجزائر بقيت متشبثة بموقفها العدائي ضد وحدة المغرب، ظنًا منها أن الفيتو الروسي سيقلب الطاولة في آخر لحظة. لكن يبدو أنها نسيت قوة الدبلوماسية المغربية، حيث أنه قبل أيام قليلة من التصويت على القرار التاريخي المنتظر، أعربت موسكو عن استعدادها لتوقيع اتفاقية مهمة مع الرباط بعدما قرر الوفد الدبلوماسي المغربي عدم التصويت في جنيف ضد المصالح الروسية. هنا بدأت الأمور تتعقد لدى أعداء المغرب، وحدث ما لم يتوقعه أحد. فبعدما كان زعيم البوليساريو يتغنى بالانتصار، أصبح يهيئ سكان المخيمات لصدمة ما بعد الثلاثين من أكتوبر.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة ما تسميه الجبهة “الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ50 للوحدة الوطنية”، قال إن “القضية الوطنية المزعومة تشهد هذه الأيام على مستوى الجمعية العامة ومجلس الأمن في الأمم المتحدة، محاولات ومؤامرات خطيرة للمساس بالطبيعة القانونية لقضية الصحراء الغربية، بما في ذلك الترويج للحلول المشبوهة التي لا علاقة لها بميثاق الهيئة الأممية”. وكأنه هو من وضع هذا الميثاق الذي تشرف عليه القوى الدولية الكبرى.
ولم يقتصر الأمر على زعيم المليشيات فحسب، بل يبدو أن اليقين وصل أيضًا إلى حاضنتها الجزائر، حيث أقر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في أحدث تصريحاته حول قضية الصحراء المغربية، بوجود ضغوط تمارسها دول عظمى على بلاده من أجل الدفع في اتجاه تسوية هذا النزاع الإقليمي الذي طال أمده، ملوحًا باستعداد الجزائر للقبول بأي حل يقبله الطرف الانفصالي، الذي قال عنه إنه “لا ينبغي أن نكون صحراويين أكثر من الصحراويين”، بتعبيره، قبل أن يعود ليسجل مجددًا أن بلاده لن تتخلى أبدًا عن دعم جبهة “البوليساريو”.
وأكد مهتمون بتطورات الوحدة الترابية للمملكة أن تصريحات الرئيس الجزائري، سواء المتعلقة بالضغط الدولي أو بالتمسك التقليدي بالدفاع عن “القضية الصحراوية”، تكشف عن ازدواجية الخطاب الدبلوماسي للجزائر ومحاولة الموازنة بين رسائل المرونة الموجّهة للخارج وخطاب الصلابة الموجّه للداخل، خاصة بعد سلسلة الإخفاقات السياسية والدبلوماسية التي راكمها “قصر المرادية” في السنوات الأخيرة، مقابل استمرار الرباط في تعزيز مواقفها وترسيخ مبادرتها للحكم الذاتي كخيار واقعي وذي مصداقية لهذا النزاع.