تراجع الجزائر عن قرار تجميد التعاملات المصرفية مع إسبانيا هل هو خوف أم عين العقل؟

المهاجر :

سفيان المرزوقي

يبدو أن النظام الجزائري أصبح يجني ثمار قراراته المتسرعة ، فبعد ما قرر أن يخرج أنيابه لجارته الشمالية إسبانيا بعد إعترافها بمغربية الصحراء عاد مطأطأ رأسه ليحذف ماسبق .

يبقى السؤال المطروح هل ما قامت به الجزائر هو عين العقل أم مرغم أخاك لا بطل؟

في صباح التاسع من يونيو الماضي رد وزير الخارجية الإسباني السيد ألباريس بكل صرامة على القرار الذي إتخذته الجزائر بطريقة أحادية و هو تجميد التعاملات المصرفية مع إسبانيا على إثر تعليق إتفاقية الصداقة و حسن الجوار كنوع من الضغوط التي حاول النظام العسكري الجزائري ممارستها على إسبانيا لكي تثني عن موقفها الجديد من مغربية الصحراء ، لكن على مايبدو أن القرار لم يدرس برزانة وحكمة حيث وضع الجزائر في موقف لاتحسد عليه و جعلها تواجه الإتحاد الأوروبي بأكمله لأن الدولة الإيبيرية توجهت فعلا و على وجه السرعة نحو شركائها الأوروبيون و حصل مالم يتوقعه نظام شنقريحة و تبون بعد ما حذرتهم المفوضية الأوروبية من التلاعب بمصالح شركائها الأوروبيون . لم يتأخر وزير خارجيتهم الذي رد متأسفا على سوء ظنهم في الجزائر حسب قوله ، مؤكدا إلتزام بلده بتزويد الإسبان بكميات الغاز المتعاقد عليها و أن قرار تجميد التعاملات المصرفية لن يأثر على ذلك .

لم تكتفي إسبانيا بتحذير الجزائر من خلال المفوضية الأوروبية فحسب بل وضعت النظام العسكري في مكانه أمام المنتظم الدولي من خلال ما قالته نائبة رئيس حكومتها السيدة نادية كالفينيو إثر تعليقها على ما تقوم به الجزائر من تدخلات في قرارات إسبانيا السيادية ، حيث أشارت إلى أن إسبانيا تراقب تحركات الجزائر التي تخدم مصالح روسيا في المنطقة .

مباشرة بعد ذلك إلتزمت شركة سوناطراك بعقودها دون أي تأخير حتى اليوم لم يرد النظام الجزائري سوى بإلغاء ما توعد به ضد جارته الإسبانية التي لا تتسامح مع من يريد التلاعب بمصالح شركاتها و مواطنيها .

أما بالنسبة للجواب على السؤال الذي طرحناه في أول المقال و هو هل تراجع الجزائر كان عين العقل أم مرغم أخاك لابطل ننتظره منك عزيز القارء بعدما أطلعناك في هاته الأسطر على القصة بأكملها منذ التاسع من يونيو إلى يومنا هذا .

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل مانع الإعلانات AdBlock حتى تستطيع تصفح الأخبار الحصرية على موقعنا المهاجر وشكرا على دعمكم لنا.