المغرب يتصدى لمرتزقة الفاغنر في الساحل

المهاجر
سفيان المرزوقي: مكتب إسبانيا

اجتمع وزراء خارجية المغرب والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وتشاد نهاية الأسبوع الجاري بمدينة مراكش المغربية لمناقشة وصول دول الساحل هذه، التي تمر بأزمة سياسية وأمنية، إلى المحيط الأطلسي من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي.

وتأتي هذه المبادرة انطلاقا من إعلان الملك محمد السادس الصادر في نوفمبر الماضي في خطابه ، بذكرى المسيرة الخضراء الثامنة و الأربعون. بهدف تعزيز ولوج دول الساحل هذه إلى المحيط الأطلسي، كإجراء لحل المشاكل والصعوبات التي تواجهها هذه البلدان وتعزيز ترابطها الإقليمي في مواجهة عدم الاستقرار، الذي تفاقم بسبب التدخل الروسي لمجموعة مرتزقة فاغنر. التي تستخدم القوة بشكل عشوائي والتي أثارت العديد من الانقلابات.
وشكر وزراء دول الساحل المغرب والملك محمد السادس على مبادرته التي وصفوها بأنها “مظهر من مظاهر التضامن”، وأعربوا عن استعدادهم للعمل من أجل تحويل هذا المشروع إلى حقيقة .

وأصر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في كلمته الافتتاحية في الاجتماع – الذي تم بثه مباشرة على موقع التلفزيون العام للشبكة الوطنية للإذاعة والتلفزة – على أن التنمية هي “المفتاح” لمشاكل الساحل، وهي منطقة وصفها بأنها “استراتيجية” للاقتصاد العالمي و”مركز للسلام والأمن” في المنطقة.
وبالنسبة لبوريطا، فإن المبادرة تعني “دعم الشركاء في منطقة الساحل لإطلاق العنان للإمكانات الهائلة للمنطقة، وتسريع النمو والتنمية المستدامة والشاملة في اقتصادات المنطقة”.

من جانبه، قال وزير الشؤون الخارجية المالي عبد الله ديوب في كلمته إن المبادرة المغربية ستمكن من “تعزيز التبادلات بين البلدان الإفريقية ومع بقية العالم”.

وقال “سيكون لهذا تأثير على اقتصاداتنا ، وسيسمح لنا ببيع منتجاتنا بشكل أفضل ، والمشاركة في التجارة الدولية ، وبالتالي تحسين الميزان التجاري لدولنا”.

أزمة أمنية خطيرة :

وتخضع مالي والنيجر وبوركينا فاسو – التي تعاني من أزمة أمنية خطيرة مع تصاعد الهجمات الجهادية – لمجالس عسكرية تخطط للانقلاب، مما دفعها إلى العيش في حالة من العزلة والحفاظ على التوتر الدبلوماسي مع محيطها الإقليمي، وتحديدا أعضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) الذين يطالبون بالعودة إلى النظام الدستوري في كلتا الدولتين.

كما أن الدول الثلاث المجاورة منخرطة في أزمة دبلوماسية مع فرنسا ، التي اضطرت مؤخرا إلى سحب قواتها العسكرية المنتشرة في الساحل خلال العقد الماضي لمحاربة الإرهاب – بعد أن أعربت عن استيائها من الانقلابات في هذه البلدان.

وفي كلمته خلال اجتماع مراكش، انتقد وزير الخارجية النيجري بكاري ياو سانغاري “العديد من الشركاء، بما في ذلك فرنسا” لأنهم “لا يفهمون إرادة شعبنا في أخذ مصيرهم بأيديهم” وشكر مالي وبوركينا فاسو على “دعمهما للسلطات الانتقالية في وقت من الوحدة الشديدة”.

كما شكر سانغاري المغرب على قراره “دعم النيجر وشعبها دون ضجة” ووصف البلد المغاربي بأنه “صديق حقيقي”.

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل مانع الإعلانات AdBlock حتى تستطيع تصفح الأخبار الحصرية على موقعنا المهاجر وشكرا على دعمكم لنا.