أخيرا…فرنسا تبحث عن إنهاء الأزمة مع المغرب

المهاجر
سفيان المرزوقي

بعد ما حاولت فرنسا أن تستعمل مالديها من وسائل ضغطها الإستعمارية ضد المغرب ، لم تجد سوى ورقة التأشيرة ، و التي لم تتردد في إستعمالها ، حارمة المغاربة من الدراسة و التطبيب و زيارة الأهل و الأقارب ، لكن سرعان ما غير أهل المغرب وجهتهم قاصدين أهل المنازل الكبرى من الدول الأوروبية الصديقة ، و التي كثرت في الآونة الأخيرة ، مثل إسبانيا و ألمانيا و بلجيكا و هولاندا ، فوجد المستعمر السابق نفسه وكأنه لم يفعل أي شيئ ، بل كسب عداوة أفضل وجهة في شمال إفريقيا في الوقت الذي تسارع فيه كل الدول الأوروبية لكسب علاقاتها مع المغرب في ظل التوترات الجيو سياسية التي تؤثر على العالم خصوصا بعد الحرب الروسية على أوكرانيا وما سببته من نقص في الفوسفاط.

يبدو أن باريس إستفاقت متأخرة ، و ذلك أصبح أكثر من واضح بعدما حل وفد برلماني نهاية الأسبوع الماضي بالعاصمة الرباط ، في محاولة منه رفقة اللوبي الفرنسي في المملكة لطي صفحة الخلاف مطالبا بعودة الدفء و رفع العقوبة المزعومة التي فرضتها دولته الإستعمارية على الشعب المغربي الذي لم يبالي لتأشيرتها .

بل يبدو أن الورقة التي لعبت بها فرنسا فقدت اليوم بريقها بعد ما بحث المغاربة عن بدائل أخرى لدخول التراب الأوروبي، لكنه في المقابل أصبح أكثر من واضح أن فرنسا لم تعد ذاك الشريك السياسي و الإقتصادي الذي يمكن الوثوق به ، لذلك يجب البحث عن شركاء جدد سواء داخل القارة العجوز أو خارجها ، بعيدا عن مستعمر لازال ينظر لدول شمال إفريقيا بعينه الإستعمارية .

على ما يبدو يجب على المملكة المغربية أن تأخذ كل ما حصل بعين الإعتبار و ترفض ضغوطات اللوبي الفرنسي الذي يريد خدمة المستعمر السابق على حساب الوطن ، و تبحث عن مصالحها الوطنية التي يجب أن تظل فوق أي إعتبار .

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل مانع الإعلانات AdBlock حتى تستطيع تصفح الأخبار الحصرية على موقعنا المهاجر وشكرا على دعمكم لنا.