إمارة المؤمنين و خطر المد الشيعي في شمال إفريقيا .
تكوين الأئمة و الإشراف المباشر على التكوين الديني للعديد من من الدول الأفريقية
![](https://www.almohajirsm.com/wp-content/uploads/2022/09/PicsArt_09-03-02.57.35-780x470.jpg)
المهاجر : يونس زهــــران
إن المتتبع لقضية الصحراء المغربية و تطوراتها في العقدين الأخيرين يخرج بخلاصة واحدة ، و هو أن المغرب حسم هذا الصراع المفتعل . هذا الصراع الذي افتعلته دولتين مغاربيتين و هما ليبيا و الجزائر ، الذي استمر لأكثر من أربعة عقود من المعاكسات و المناوشات منهما لتقسيم المغرب و خلق دويلة جنوب الصحراء . لكن محاولتهما باءت بالفشل ، و ذلك لعدة أسباب نختصرها في الروابط التاريخية لهذه المنطقة و المناطق التي توجد تحتها ، كونها مناطق مغربية منذ قرونا خلت، و أن التاريخ يأبى هذا التقسيم ، لأن هناك روابط دينية أكثر منها جغرافية . و هو ما جعل المنتظم الدولي يقتنع بأن الصحراء أرضا مغربية منذ القدم و أن وجودها تحت سلطة المملكات المغربية حقيقة يجب على الجميع تقبلها و الرضوخ لها ، بما فيهم دولتا الفتنة (الجزائر و ليبيا ) .
لكن هناك أمر غاية في الأهمية يؤرق جميع الدول بما فيهم الصديقة التي لا تتوانى في الدفاع عن وحدة تراب المملكة في المحافل الدولية ، إنها إمارة المؤمنين المتوغلة في عدة دول إفريقية بدء من الجزائر و تونس و ليبيا ، نزولا إلى موريطانيا و مالي و النيجر و تشاد و السنيغال و ساحل العاج و الغينيتين و بلدان أخرى . كل مسلمي هذه الدول تبايع ملك الغرب كأميرا للمؤمنين ، و لهذا فقد قلنا أن الروابط الدينية أمتن من الروابط الجغرافية .
الدول الغربية تعي جيدا هذا الأمر و تعتبره مصدر خطر على مستعمراتها القديمة التي تدين بالمسيحية ، و أن أي توغل إسلامي في تلك الدول هو تهديد مباشر لمصالحها المرتبطة بالدين أساسا ، رغم الأقلية المسلمة في تلك الدول . إلا أن حتمية الارتباط بالدين أكثر منه ارتباطا بالأرض ، ما يجعلها تبحث عمن يأكل الثوم بفمها .
و وجدت في النظام الإيراني الشيعي خير بديل ، مادامت الكنيسة لم تفلح في استقطاب مواطني الدول المغاربية للدين المسيحي ، لارتباطهم الوثيق بالدين الإسلامي من جهة و التفافهم حول إمارة المؤمنين التي تعتبر صمام أمان لهذه الدول .
و لهذا فأغلب المحللين يرون في دخول النظام الإيراني الشيعي إلى كل من الجزائر و تونس عبر ريط علاقات دبلوماسية هو في الحقيقة محاولة لكبح توسع إمارة المؤمنين السنية المالكية .
و ما قضية الصحراء المغربية و المناوشات التي تحدثها الجزائر و تونس مؤخرا بإيعاز من فرنسا المسيحية و إيران الشيعية إلا مقدمة لحرب طويلة الأمد ظاهرها القضية الصحراوية و باطنها استهداف إمارة المؤمنين .
و ليس غريبا اليوم أن نسمع من بعض المواطنين الموريتانيين الذين صرحوا أنهم يتمنون العودة إلى أحضان الوطن الأم و العيش تحت رايته . و هذه هي النقطة التي أفاضت الكأس و جعلت فرنسا تتحرك على وجه السرعة و إعطاء تعليمات لتونس بتأطير من الجزائر لبداية هجومات دبلوماسية على المغرب لتشتيت تركيزه و خلق له المزيد من القلاقل على الصعيد الإقليمي .
فهل يعي المسؤولون المغاربة أن هذه المناوشات و المعاكسات أبعد من قضية الصحراء التي تعتبر محسومة مادام المغرب يبسط سيطرته عليها و يشتثمر فيها و سكانها ينعمون بالعيش الكريم تحت رايته و يتمتعون بمواطنة كاملة و يشاركون في الاستحقاقات الانتخابية ، وأن أبعادها دينية محضة ؟؟؟؟