**زيارة رئيس أركان الجيش الجزائري للهند وإمكانية الوساطة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل**
المهاجر
سفيان المرزوقي
في 5 فبراير 2025، قام الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، بزيارة رسمية إلى جمهورية الهند بدعوة من رئيس أركان الدفاع وأمين دائرة الشؤون العسكرية للهند. جاءت هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات العسكرية والأمنية بين البلدين، حيث تم التباحث حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والتأكيد على ضرورة تعزيز التعاون العسكري.
وذلك حسب ما ورد في تقارير إعلامية جزائرية ، لكن في الوقت الحالي يمكن أن تحمل هذه الزيارة طابعا آخر ، خصوصاً بعد تصريحات الرئيس الجزائري الأخيرة لجريدة لوبينيون الفرنسية و الذي أعرب من خلالها عن إستعداد بلده لتطبيع العلاقات مع إسرائيل .
الهند، كدولة ذات نفوذ كبير في الساحة الدولية، لطالما كانت لاعبًا هامًا في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. مع تطبيع العلاقات بين عدة دول عربية وإسرائيل في السنوات الأخيرة، تزايد الحديث عن إمكانية دور الهند في دعم جهود السلام في الشرق الأوسط.
الجزائر، بدورها، قد أعربت عن رغبتها في دعم حل الدولتين كسبيل للسلام الدائم بين إسرائيل وفلسطين. ومن الممكن أن تقوم الهند، بصفتها دولة ذات علاقات جيدة مع كل من الجزائر وإسرائيل، بلعب دور الوسيط في هذه المساعي. الهند قد تستغل زيارات دبلوماسية وعسكرية كهذه لتقديم نفسها كداعم لجهود السلام وإقامة علاقات أكثر استقرارًا في المنطقة.
و لذلك من الممكن جدا أن تفسر زيارة رئيس أركان الجيش الجزائري للهند بداية لمناقشات أوسع حول دور الهند في تسهيل الحوار بين الجزائر وإسرائيل. قد تتضمن هذه المناقشات مبادرات دبلوماسية واقتصادية تهدف إلى تحقيق التفاهم وتعزيز التعاون بين الدول.
وما يؤكد أن الأمر منطقي هو أنه لا توجد أدلة واقعية على صراع حقيقي بين الطرفين . بل إن ما تروجه الجزائر إعلاميا حول “تآمر” إسرائيل ضدها عبر المغرب يُنظر إليه كوسيلة لتعزيز موقع النظام داخليا وكسب دعم شعبي، دون أن يعكس حقيقة العلاقة الفعلية بين الجانبين ، و حتى في أوج الحرب على غزة لم تجد إسرائيل سوى العبارة الجزائرية التي حملت لها الغاز بعد محاصرة باقي الدول العربية.
لكن و مع كل ذلك تبقى الجزائر في مواجهة تحديات كبيرة في صياغة دورها الاستراتيجي، خاصة مع تأخرها في بناء شراكات وظيفية فعالة على الساحة الدولية. كما أن النظام الجزائري يحاول الاستفادة من أدوات مثل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة لتعزيز موقعه، لكن مثل هذه الخطوات فهي جد متأخرة وليس لها أهميةً كبرى.
