الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء يتحول لدعم عسكري غير مسبوق

المهاجر
متابعة

بعدما أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنها ستواصل جهودها الدبلوماسية لإنهاء ملف الصحراء الذي عمر خمسون سنة دون حل ، مؤكدة على دعمها للمقترح المغربي (الحكم الداتي ) و الذي وُصِفَ من أغلب الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بالجاد و ذو المصداقية.

بدأ ينعكس هذا الدعم الأمريكي من ما هو دبلوماسي لما هو عسكري ، فبعدما كانت معظم طلبات المغرب تُقَابَل بالرفض في الكونغرس الأمريكي ، تغيرت قواعد اللعبة مؤخرا .

ومنذ عودة الرئيس دونالد ترامب للمكتب البيضوي لم يُرفض ولا طلب واحد للمملكة المغربية ، بل أكثر من ذلك عادة للواجهة صفقات تأخرت منذ سنة 2020 ، مثل صفقة الأباتشي التي تم إستلامها في قاعدة سلا الجوية بحظور قائد أفريكوم مايكل لانغلي ، لكن و رغم كل ذلك يبدو أن القوات المسلحة الملكية مصرّة على تلقي المزيد قصد تحديث ترسانتها العسكرية و تعديل ميزان القوة في المنطقة.

و بعد أسابيع قليلة من ذلك، وافقت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية على صفقة تسليح، للمغرب منظومة صواريخ ، المزودة بتقنية التوجيه عبر الأشعة تحت الحمراء. وتعد هذه الصواريخ من أبرز أنظمة الدفاع الجوي قصير المدى، بمدى يصل إلى 8 كيلومترات وسرعة تضاعف سرعة الصوت. ويبلغ وزن الصاروخ مع وحدة الإطلاق حوالي 15 كلغ، مما يتيح سهولة استخدامه من قبل القوات المحمولة جوًا أو على متن المروحيات.

ووفق البيان الأمريكي الرسمي، تهدف الصفقة إلى “دعم جهود المغرب في تحديث قواته المسلحة وتعزيز دفاعاته الجوية دون الإخلال بالتوازن العسكري الإقليمي”.

جدير بالذكر أن المغرب كان قد اقتنى منظومات “ستنغر” سنة 2019 ضمن صفقة تسليحية ضخمة بقيمة 4.25 مليار دولار.

استمرار الدعم الأمريكي للمغرب
من جانبه، أوضح الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية محمد الطيار، أن “الدعم العسكري الأمريكي للمغرب ليس مرتبطًا بتغير الإدارات السياسية في واشنطن، بل يُعدّ قرارًا سياديًا يرتكز على اتفاقيات عسكرية استراتيجية راسخة”، مشيرًا إلى “وجود إرادة أمريكية واضحة لضمان تفوق المغرب العسكري إقليميًا”.

وتُعد هذه الصفقة أول اتفاق دفاعي يُوقع مع المغرب خلال الولاية الثانية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي لطالما عبّر عن دعمه القوي للرباط. كما أنها تأتي بعد صفقة أخرى خلال أواخر عهد الرئيس جو بايدن، حين وافقت واشنطن على تزويد المغرب بقنابل ذكية صغيرة (GBU-39) وصواريخ جو-جو متوسطة المدى بقيمة إجمالية تقترب من 174 مليون دولار.

الصحراء المغربية: دعم أمريكي ثابت
العلاقات المغربية الأمريكية شهدت زخمًا غير مسبوق خلال ولاية ترامب، الذي أعلن سنة 2020 اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، ضمن اتفاق ثلاثي أسفر عن استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية. ورغم تغير الإدارة، لم تتراجع إدارة بايدن عن هذا الاعتراف، وإن ظلت حذرة في التعبير عنه بصورة مباشرة.

ويأتي تعزيز القدرات الدفاعية المغربية بصفقة تسليح واحدة تلي الأخرى، في ظل مناخ إقليمي شديد التوتر مع الجارة الشرقية الجزائر، التي ضاعفت أيضاً من ميزانيتها الدفاعية لعام 2025 إلى 25 مليار دولار، واستعدت لاستلام مقاتلات الجيل الخامس الروسية “سو-57”.

وفي مقابل ذلك، يواصل المغرب تطوير ترسانته الدفاعية، مستفيدًا من موقعه كشريك رئيسي للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومستضيفًا لتمارين “الأسد الإفريقي”، أضخم مناورات عسكرية في القارة.

مستقبل العلاقات المغربية الأمريكية
المؤشرات الحالية توحي بأن التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن مرشح للمزيد من التوسع، بغض النظر عن تغير ساكن البيت الأبيض. فهل نشهد خلال المرحلة المقبلة صفقات أكبر تعزز من القدرات الدفاعية المغربية وتكرّس تفوقها الإقليمي؟

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل مانع الإعلانات AdBlock حتى تستطيع تصفح الأخبار الحصرية على موقعنا المهاجر وشكرا على دعمكم لنا.